ولو كان البكاء يرد شيئا
للشاعر: الفرزدق
وَلَو كانَ البُكاءُ يَرُدُّ شَيئاً
عَلى الباكي بَكَيتُ عَلى صُقوري
إِذا حَنَّت نَوارُ تَهيجُ مِنّي
حَرارَةَ مِثلِ مُلتَهِبِ السَعيرِ
حَنينِ الوالِهَينِ إِذا ذَكَرنا
فُؤادَينا اللَذَينِ مَعَ القُبورِ
إِذا بَكَيا حُوارَهُما اِستَحَثَّت
جَناجِنَ جِلَّةِ الأَجوافِ خورِ
بَكَينَ لِشَجوِهِنَّ فَهِجنَ بَركاً
عَلى جَزَعٍ لِفاقِدَةٍ ذُكورِ
كَأَنَّ تَشَرُّبَ العَبَراتِ مِنها
هِراقَةُ شِنَّتَينِ عَلى بَعيرِ
كَلَيلِ مُهَلهَلٍ لَيلي إِذا ما
تَمَنّى الطولَ ذو اللَيلِ القَصيرِ
يَمانِيَةٌ كَأَنَّ شَآمِياتٌ
رَجَحنَ بِجانِبَيهِ عَنِ الغُؤورِ
كَأَنَّ اللَيلَ يَحسِبُهُ عَلَينا
ضِرارٌ أَو يَكُرُّ إِلى نُذورِ
كَأَنَّ نُجومَهُ شولٌ تَثَنّى
لِأَدهَمَ في مَبارِكِها عَقيرِ
وَكَيفَ بِلَيلَةٍ لا نَومَ فيها
وَلا ضَوءٍ لِصاحِبِها مُنيرِ
0 أبيات مختارة
بيت الفن
الديوان التميميالفرزدق
ولو كان البكاء يرد شيئا
البيئة الشاعرية
عن الشاعر
الفرزدق
مجلس قراء هذه القصيدة
مساحة للتذوق الفني وتبادل الآراء حول الأبيات