نفس الفتى وليست له جسدا
للشاعر: أبو العلاء المعري
نَفسُ الفَتى وَلَيسَت لَهُ جَسَداً
إِنَّ الوِلايَةَ بَعدَها عَزلُ
لا تَخزِلُ الأَوقاتُ مُهجَتَهُ
قَد تَفضَحُ السَرِقاتُ وَالخَزلُ
مَقِرٌ يُدافُ لِيُستَصَحَّ بِهِ
وَدَمٌ يُراقُ لِيَذهَبَ الأَزلُ
كَالدِنِّ ضاقَ بِما تَضَمَّنَهُ
حَتّى يَكونَ لِراحِهِ بَزلُ
وَسَناً يُضيءُ وَبَعدَهُ غَسَقٌ
فَاِنظُر أَجِدٌّ ذاكَ أَم هَزلُ
وَاللُبُّ يَحمِلُ مِن هَواجِسِهِ
ما لَيسَ ناهِضَةً بِهِ البُزلُ
قَضِّ الزَمانَ بِعِفَّةٍ وَتُقىً
فَلِكُلِّ مَطعَمِ آكِلٍ نُزلُ
وَلتَغدُ هَوناتُ المَناكِبِ أَمثا
لَ العَناكِبِ شَأنُها الغَزلُ
لا خَيرَ في جَزلِ العَطاءِ أَتى
رَجُلاً بِأَنَّ كَلامَهُ جَزلُ
يَرجو فَيَمدَحُ غَيرَ مُرتَقَبٍ
رَبّاً وَكُلُّ مَقالِهِ إِزلُ
خَيرٌ لَعَمري مِن جَمائِلِهِ ال
كَومِ الجِلادِ جَمائِلٌ جُزلُ
شَهَرَت سُيوفَ القَولِ طائِفَةٌ
كُذبٌ وَأَفضَلُ مِنهُمُ العُزلُ
عن الشاعر
أبو العلاء المعري
