شعار الديوان التميمي

من عذيري من الظباء الغيد

للشاعر: البحتري

مَن عَذيري مِنَ الظِباءِ الغيدِ
وَمُجيري مِن ظُلمِهِنَّ العَتيدِ
إِنَّ سِحرَ العُيونِ ضَلَّلَ لُبّي
وَحَماني الرُقادَ وَردَ الخُدودِ
وَالأَمانِيُّ ماتَزالُ تُعَنّي
نا بِبُخلٍ مِنَ الغَواني وَجودِ
وَمِنَ العَيشِ لَو يُساعِدُ عَيشٌ
أَن يَجيءَ الوِصالُ بَعدَ الصُدودِ
وَبِنَفسي الَّتي تَوَلَّت بِنَفسي
ثُمَّ ضَنَّت بِالنَيلِ مِنها الزَهيدِ
بَعُدَت دارُها فَما مِن تَلاقٍ
غَيرَ طَيفٍ يَزورُني في الهُجودِ
أَتُراها دامَت عَلى العَهدِ أَم مِن
عادَةِ الغانِياتِ نَقضُ العُهودِ
أَم تُراني مُلاقِياً مِن قَريبٍ
سَكَناً لي أَشتاقُهُ مِن بَعيدِ
الإِمامُ المُعتَزُّ بِاللَهِ أَولى
هاشِمِيٍّ بِالنَصرِ وَالتَأييدِ
وارِثُ البُردِ وَالقَضيبِ وَحُكمِ ال
لَهِ في كُلِّ سَيِّدٍ وَمَسودِ
طابَ نَفساً وَأُمَّهاتٍ وَآبا
ءً وَأَربى فَضيلَةً في الجُدودِ
عَزَماتُ المَنصورِ مَصروفَةِ السَب
لِ إِلَيهِ وَمَكرُماتِ الرَشيدِ
في المَحَلِّ الجَليلِ مِن سَلَفَي عَب
دِ مَنافٍ وَالسُؤدَدِ المَرفودِ
مَلِكٌ تَملَأُ العُيونُ بَهاءً
حينَ يَبدو في تاجِهِ المَعقودِ
بَرِىءَ اللَهُ مِن مُحِلِّ حَريمِ ال
لَهِ كُفراً وَبَيتِهِ المَقصودِ
لَم يَكُن سَعيُهُ هُناكَ بِمَرضِي
يٍ وَلا كانَ أَمرُهُ بِرَشيدِ
غَيرَ أَنَّ القُلوبَ سَكَّنَ مِنها
أَن أَتانا مُصَفَّداً في الحَديدِ
عالِماً أَنَّ رايَةَ النَصرِ لا تُر
فَعَ إِلّا مَعَ البُنودِ السودِ
وَمُقِرّاً أَنَّ الخَليفَةَ مَنصو
رٌ بِرُكنٍ مِنَ المَوالي شَديدِ
لا يَهالونَ مِن عَدُوٍّ وَلا يُؤ
تونَ مِن عُدَّةٍ وَلا مِن عَديدِ
بارَكَ اللَهُ لِلخَليفَةِ في الفَت
حِ الجَنوبِيِّ وَالبِناءِ الجَديدِ
خَبَرٌ مُبهِجٌ وَبُنيانُ يُمنٍ
في مُنيفٍ عِندَ السِماكِ مَشيدِ
فَوقَ صَرحٍ مُمَرَّدٍ مِن قَواري
رَ غَريبَ التَأليفِ وَالتَمديدِ
لَو بَدا حُسنُهُ لِجِنِّ سُلَيما
نَ لَخَرّوا مِن رُكَّعٍ وَسُجودِ
قَد عَدَدنا اليَومَ الَّذي جِئتَهُ في
هِ لِإِفراطِهِ حُسنِهِ يَومَ عيدِ
زُرتُهُ تِلوَ غُرَّةِ الشَهرِ بِالطَي
رِ المَيامينِ وَالنُجومِ السُعودِ
في زَمانٍ كَأَنَّ نَرجِسَهُ الغَض
ضَ سُموطٌ مِن لُؤلُؤٍ وَفَريدِ
بَينَ نورٍ مِنَ الرَبيعِ يُحَيِّ
يكَ وَعَهدٍ مِنَ الشِتاءِ حَميدِ
فَاِبقَ يَبقَ العَفافُ وَالحِلمُ وَإِسلَم
يَسلَمِ العُمرُ لِلنَدى وَالجودِ
وَعَلى اللَهِ أَن يُمِدَّكَ فينا
بِتَمامِ النُعمى وَحُسنِ المَزيدِ
0 أبيات مختارة
بيت الفن
Logoالديوان التميمي

البحتري

من عذيري من الظباء الغيد

البيئة الشاعرية

الخلفية

اختر البيئة التي تناسب عاطفة القصيدة

عن الشاعر

البحتري

مجلس قراء هذه القصيدة

مساحة للتذوق الفني وتبادل الآراء حول الأبيات

💬 التعليقات0

يجب عليك تسجيل الدخول لتتمكن من إضافة تعليق.

تسجيل الدخول / إنشاء حساب