ما لنهاري كأنه الغسق
للشاعر: ابن مكنسة
ما لنهاري كأَنَّهُ الغَسَقُ
وما لليلي ما شَقَّهُ الفَلَقُ
وما لعيني أَرَى بها عَجَباً
تَغْرَقُ في مائها وتحترق
ولي طبيبٌ تشكو مراوِدَهُ
وتستغيثُ الجفونُ والحدق
شِيافُهُ تطرد الشفاءَ إِذا
مرَّ بعيني وَكحْلُهُ الأرق
وإنْ تمادى عليَّ زرتكمُ
وقائداي العِصِيُّ والحَلَقُ
لم يَبْقَ من صيغَةِ المدام سوى
جفونِ عَيْنٍ كأنها الشَّفَقُ
وبي من الدَّاءِ ما حكايته
لا بدَّ منها وتركها خُرُقُ
طَبْعي ووجهُ البخيل في قَرَنٍ
هذا وهذاك ليس ينطلق
يا عيْنُ حَتَّامَ أَنْتِ باكيةٌ
قد نَفَذَ العيْنُ فيك والوَرِقُ
عن الشاعر
ابن مكنسة
