شعار الديوان التميمي

ليلى أجمعي الناس إلى محفل

للشاعر: جبران خليل جبران

لَيْلَى اجْمَعِي النَّاسَ إِلَى محفِلٍ
مُصْغٍ وَكونِي القَيْنَةَ الشَّادِيَهْ
دَعَوْتِ لِلْخَيْرِ فَجَاءُوا لَهُ
بِأَنْفسٍ طَيِّبةٍ رَاضِيَهْ
مَا كَلِمَاتُ الشكرِ إِنْ نُهْدِهَا
بِبَعْضِ مَا جُدْتَ بِهِ وَافِيَهْ
آهاً لَمَنْكُوبِينَ قَدْ أَحْرَقَتْ
دِيارهُم غَائِلَةٌ جانِيهْ
رِيعَ يَتَامَاهُمْ وَأَطْفَالُهُمْ
وَشُرِّدَتْ نِسَّوتُهُمْ باكِيَهْ
بَاتوا وَمَا بَعْدَ الحِمَى مِنْ حِمىً
إِلاَّ كُهُوفٌ فِي الدُّجَى الغَاشِيَهْ
كهُوفُ نُورٍ شَادَهَا سَاخِراً
شُعَاعُ تِلْكَ الشُّغْلِ الطَّاغِيَهْ
أَطْنَافُهَا تَنْدَى شَراراً فَمَا
تَحْسَبُهَا إِلاَّ بِهِ دامِيَهْ
مَنْ يَرْجِعُ الشَّيْخُ إِلَى بَيْتِهِ
إِلَى مُصَلاَّهُ مِنَ الزَّاوِيَهْ
مَنْ يُسْعِفُ الكَهْلَ وَحَاجَاتُ منْ
يَعُولُ مِنْ أُسْرَتِهِ مَاهِيَهْ
مَنْ لِعَرُوسٍ فَارَقَتْ خِدْرَهَا
وَأَصْبَحَتَ بَعْدَ الحُلَى عَارِيَهْ
رَأَيْتِ يَا لَيْلَى بِعَينِ النُّهَى
أًَهْوَالَ تِلْكَ النَّكْبَةِ الدَّاهِيَهْ
فَهزَّتِ الرَّأْفَةُ أَوْتَارَهَا
فِي نَفْسِكِ المِرْنَانَةِ الصَّافِيَهْ
وَمَا أَناشِيدُكَ إِلاَّ صدىً
مِنْهَا لِتِلْكَ الشِّيْمَةِ السَّامِيَهْ
لَيْلَى اسْتَوِي فِي التَّخْتِ سُلْطَانَةً
عَلَى قلُوبِ الرّفْقَةِ الصَّاغِيَهْ
فِي رَوْضَةٍ شَائِقَةٍ أُنْشِئَتْ
لسَاعَةٍ أَزْهَارُهَا زَاهِيهْ
تَحْتَ سَماءٍ فَائِضٍ نُورُهَا
مِنْ أَلفِ مِصبَاحٍ بِهَا ذَاكِيَهْ
لَيْلَى أَثِيرِي مِنْ خَبايَا المُنى
كُنوزَ تِلْكَ النَّغْمَةِ الخَافِيَهْ
وَليَذْكُرِ النَّاسُ غَراماً مَضَى
ولتَذْكُرِ العاشِقَةُ النَّاسِيهْ
وَليَجْذَلِ الجَذْلان وَليَبْكِ مَنْ
يبكي لِشَكْوى نَفْسِهِ الشَّاكِيهْ
فَفِي مَثَارَاتِ الهَوى عِنْدَهًم
خَيْر لِتِلْكَ الأَنْفُسِ العانِيهْ
قولِي لَهُمْ يَا لَيْلُ يطْرَبْ لَهُ
أشْهاد تِلْكَ اللَّيْلَةِ القَاسِيَهْ
كَأَنَّنِي أَنْظُرُ مِنْ حَيْثُمَا
أَرْسَلْتِ تِلْكَ الدُّرَر الغَالِيهْ
نَدىً مِنَ الرَّحْمَةِ يَهمِي عَلَى
نِيرَانِ تِلْكَ الأَرْبَعِ الصَّالِيهْ
0 أبيات مختارة

عن الشاعر

جبران خليل جبران

مجلس قراء هذه القصيدة

مساحة للتذوق الفني وتبادل الآراء حول الأبيات

💬 التعليقات0

يجب عليك تسجيل الدخول لتتمكن من إضافة تعليق.

تسجيل الدخول / إنشاء حساب