ظللت لمصر و سودانها
للشاعر: جبران خليل جبران
ظَلِلْتَ لِمِصْرَ وَ سُودَانِهَا
عَلَى العَهْدِ فِي كُلِّ حَالٍ مُقِيمَا
أَيَنْسَى بَنُو العُرْبِ فِي كُلِّ نَادٍ
نَصِيرَهُمُ الأَرْيَحِيَّ الكَرِيمَا
وَيَنْسَى الغَرَانِيقُ زَيْنُ الشَّبَابِ
وَشَيْخَ الشَّبَابِ المُهِيبَ الرَّحِيمَا
حَيَاةٌ بَلَوْتَ تَصَارِيفَهَا
وَأَكْثَرُ مَا كُنْتَ فِيهَا مَضِيمَا
بِلطْفِكَ وَالظَّرْفِ فَكَّهْتَهَا
وَطَيَّبْتَ مَوْرِدَهَا وَالنَّسِيمَا
وَكَابَدَتْ أَرْزَاءهَا هَازِئاً
صَبُوراً لَقَدْ كُنْتَ حَقّاً حَكِيمَا
فَذَرْهَا وَطِبْ بَيْنَ حُورِ الجِنَ
انِ وَوِلْدَانِهَا وَتَمَلَّ النَّعِيمَا
أَلا أَيُّهَا السَّادَةُ الحَافِلُونَ
لِذِكْرَى يَحِقُّ لَها أَنْ تَدُومَا
تَوَافُدُكُمْ عَنْ بَنِي الضَّادِسَرَّى
شُجُوناً وَلَطَّفَ جُرْحاً أَلِيمَا
تَعِزُّ العُرُوبَةَ مَا تَلْبَثُونَ
عَلَى الخَيْرِ وَالشَّرِّ عِقْداً نَظِيمَا
وَما تُضْمِرُونَ الإِخَاءَ الصَّحِيحَ
وَمَا تُظْهِرُونَ الوَفَاءَ الصَّمِيمَا
أَثَابَكُمُ اللهُ أَزْكَى الثَّوابِ
وَأَيَّدَ فَارُوقَ مِصْرَ العَظِيمَا
0 أبيات مختارة
عن الشاعر
جبران خليل جبران
