طليق دموعي في الغرام مسلسل
للشاعر: ابن سهل الأندلسي
طَلِيقُ دُمُوعِي في الغَرَامِ مُسَلسَلُ
وَآخِرُ وَجدِي فِي المَحَبَّةِ أوَّلُ
أيَا قَمَراً أمسَى عَنِ العَينِ آفِلاً
وَلَيسَ لَهُ إلاَّ فُؤَادي مَنزِلُ
وَغُصنَ نَقاً اضحَى لَدَيَّ مُعَزَّزاً
وَعُنقُودُ جَعِ الشَّعرِ مِنهُ مُدَلَّلُ
وَسُلطَانَ حُسنٍ ظَلَّ نَاظِرُ طَرفِهِ
وَعَامِلُ خَدَّيهِ يَجُورُ وَيَعدِلُ
عَجِبتُ لِخَدّ مِنكَ أصبحَ وَالِياً
وَلَحظُكَ لَم يَبرَح مَدَى الدَّهر يَعزِلُ
وَأعجَبُ مِن ذَا أنَّنِي لَكَ ظَامِىءٌ
وَمُنهَلُّ دَمعِي لِلرَّكَائِبِ مَنهَلُ
رَعَى اللهُ مَن أهوَى فَكَم ذا يَلومُني
وُشَاةٌ وَحُسَّادٌ عَلَيهِ وَعُذَّلُ
فَلَو فَصَلُوا جَِسمِي لأسلُو جَمَالَهُ
صَبَرتُ لأنَّ الصَّبرَ للِصَّبّ أجمَلُ
قَضِيبٌ إذا أهوَى بِعِطفَيهِ عَاملٌ
غَزَالٌ إذَا أومَى بِعَينَيهِ أعمَلُ
بِغَيرِ شَذَاهُ مِن جُنُونِيَ لَم أفِق
كَأنَّ شَذَاهُ لِلممَجَانِينِ مَنزِلُ
وَلَمَّا وَفَى بِالعَهدِ نَزَّهتُ نَاظِرِي
بِرَوضَةِ خَدَّيهِ وَسِترِيَ مُسبَلُ
عن الشاعر
ابن سهل الأندلسي
