ذكر الصبا فبكى ولات أوان
للشاعر: محمود سامي البارودي
ذَكَرَ الصِّبَا فَبَكَى وَلاتَ أَوَانِ
مِنْ بَعْدِ مَا وَلَّى بِهِ الْمَلَوَانِ
هَيْهَاتَ يَرْجِعُ فَائِتٌ لَعِبَتْ بِهِ
عُصُرٌ أَوَائِلُ أُرْدِفَتْ بِثَوَانِي
هَوِّنْ عَلَيْكَ فَكُلُّ شَيءٍ ذَاهِبٌ
وَالدَّهْرُ مَصْدَرُ عِزَّةٍ وَهَوَانِ
وَاحْذَرْ مِنَ الدُّنْيَا إِذَا هِيَ أَقْبَلَتْ
بِالْبِشْرِ فَهْيَ كَثِيرَةُ الأَلْوَانِ
وَدَعِ التَّعَلُّقَ بِالْمُحَالِ فَمَنْ يَعِشْ
فِي غِبْطَةٍ يُرْمَى بِهِ الرَّجَوَانِ
لا تَأْمُلَنَّ بِكُلِّ عَامٍ مُقْبِلٍ
خَيْرَاً فَكُلُّ الدَّهْرِ عَامُ جِوَانِ
وَالدَّهْرُ أَيَّامٌ تُبِيدُ صُرُوفُهَا
وَتُشِيدُ فَهْيَ هَوَادِمٌ وَبَوَانِي
أَنَّى يَفِرُّ الْمَرْءُ مِن شَرَكِ الرَّدَى
وَالْمَوْتُ مَقْدُورٌ عَلَى الْحَيَوَانِ
عن الشاعر
محمود سامي البارودي
