الديوان التميمي
خَليلَيَّ إِنَّ الهَمَّ قَد يَتَفَرَّجُ
وَمَن كانَ يَبغي الحَقَّ فَالحَقُّ أَبلَجُ
وَذو الحَقَّ لا يَرتابُ وَالعَدلُ قائِمٌ
عَلى طُرُقاتِ الهَقِّ وَالشَرُّ أَعوَجُ
وَأَخلاقُ ذي التَقوى وَذي البِرِّ في الدُجى
لَهُنَّ سِراجٌ بَينَ عَينَيهِ مُسرَجُ
وَنِيّاتُ أَهلِ الصِدقِ بيضٌ نَقِيَّةٌ
وَأَلسُنُ أَهلِ الصِدقِ لا تَتَلَجلَجُ
وَلَيسَ لِمَخلوقٍ عَلى اللَهِ حُجَّةٌ
وَلَيسَ لَهُ مِن حُجَّةِ اللَهِ مَخرَجُ
لَقَد دَرَجَت مِنّا قُرونٌ كَثيرَةٌ
وَنَحنُ سَنَمضي بَعدَهُنَّ وَنَدرُجُ
رُوَيدَكَ يا ذا القَصرِ في شُرُفاتِهِ
فَإِنَّكَ عَنها تُستَخَفُّ وَتُزعَجُ
وَإِنَّكَ عَمّا اختَرتَهُ لَمُبَعَّدٌ
وَإِنَّكَ مِمّا في يَدَيكَ لَمُخرَجُ
أَلا رُبَّ ذي طِمرٍ غَدا في كَرامَةٍ
وَمِلكٍ بِتيجانِ الخُلودِ مُتَوَّجُ
لَعَمرُكَ ما الدُنيا لَدَيَّ نَفيسَةٌ
وَإِن زَخرَفَ الغاوُونَ فيها وَزَبرَجوا
وَإِن كانَتِ الدُنيا إِلَيَّ حَبيبَةً
فَإِنّي إِلى حَظّي مِنَ الدينِ أَحوَجُ