أهديت والمهدى ثمين
للشاعر: جبران خليل جبران
أَهْدَيْتَ وَالمُهْدَى ثَمِينُ
للهِ دَرُّكَ يَا أَمِينُ
مَا أَبْدَعَ الكَلِمَ المُثَقِّـ
ـفَ فِيهِ مِنْ أَدَبٍ فُنُونُ
فِيهِ المُنَمَّقُ وَالمُرَوَّ
قُ وَالمُحَجَّبُ وَالمُبِينُ
فِيهِ القَريبُ بِلا ابْتِذَا
لٍ وَالغَرِيبُ وَمَا يَصُونُ
فِطَنٌ بَدَتْ تَخْتَالُ فِي
فُصْحٍ مَحَاسِنُهَا عُيُونُ
زُفَّتْ وَخَفَّ بِهَا إِلَى
أَلْبَابِنَا اللَّفْظُ الرَّصِينُ
لُبْنَانُ حَدَّثَنَا فَرَنَّـ
ـحَنَا التَّذَكُّرُ وَالحَنِينُ
بِحَدِيثِ فِتْنَتِهِ وَإِنَّ
حَدِيثَ لُبْنَانٍ شُجُونُ
مَاذَا يَقُولُ الوَرْدُ فِيـ
ـهِ وَمَا يَقُولُ اليَاسَمِينُ
مَاذَا تَقُولُ ثِمَارُهُ
يَتْلُو الجَنِيَّ بِهَا الجَنِينُ
مَاذَا تَقُولُ سَمَاؤُهُ
وَنَسِيمُهُ المُحْيِي الحَنُونُ
مَاذَا تَقُولُ لِسَامِعِي
أَلْحَانِهَا تِلْكَ الوُكُونُ
مَاذَا يَقُولُ الدَّوْحُ عَا
شَ مُخَلَّداً وَخَلَتْ قُرُونُ
مَاذَا يَقُولُ الأَجْزَعُ الْـ
ـمُهْتَزُّ وَالطَّوْدِ المَكِينُ
مَاذَا يَقُولُ الرِّيفُ تَغْ
مُرُهُ السَّذَاجَةُ وَالسُّكُونُ
وَطَبِيعَةٌ لِجَمَالِهَا
فِي كُلِّ نَاحِيةٍ فُتُونُ
لِلأَلمعِيَّةِ أَيُّ شَّأ
نٍ حَيْثُ تَشْتَبِهُ الشُّؤُونُ
قَدْ تُسْتَشَفُّ سَرَائِرٌ
لَطُفَتْ فَلَمْ تَرَهَا الظُّنُونُ
وَتَمُرُّ فِي جِدِّ الحَوَا
دِثِ وَهْيَ أَمْرَحُ مَا تَكُونُ
فَتَصُوغُ أَبْلَغَ حِكْمَةٍ
وَبِهَا التَّنَدُّرُ وَالمَجُونُ
بَدَوَاتُ فِكْرٍ وَحْيُهُ
هَادٍ وَكَاتِبُهُ أَمِينُ
عن الشاعر
جبران خليل جبران
