أعرفت بين رويتين وحنبل
للشاعر: الفرزدق
أَعَرَفتَ بَينَ رُوَيَّتَينِ وَحَنبَلٍ
دِمَناً تَلوحُ كَأَنَّها الأَسطارُ
لَعِبَ العَجاجُ بِكُلِّ مَعرِفَةٍ لَها
وَمُلِثَّةٌ غَبَياتُها مِدرارُ
فَعَفَت مَعالِمَها وَغَيَّرَ رَسمَها
ريحٌ تَرَوَّحَ بِالحَصى مِبكارُ
فَتَرى الأَثافِيَ وَالرَمادَ كَأَنَّهُ
بُوٌّ عَلَيهِ رَوائِمٌ أَظآرُ
وَلَقَد يَحُلُّ بِها الجَميعُ وَفيهِمُ
حورُ العُيونِ كَأَنَّهُنَّ صِوارُ
يَأنَسنَ عِندَ بُعولِهِنَّ إِذا اِلتَقَوا
وَإِذا هُمُ بَرَزوا فَهُنَّ خِفارُ
شُمُسٌ إِذا بَلَغَ الحَديثُ حَياءَهُ
وَأَوانِسٌ بِكَريمَةٍ أَغرارُ
وَكَلامُهُنَّ كَأَنَّما مَرفوعُهُ
بِحَديثِهِنَّ إِذا اِلتَقَينَ سِرارُ
رُجُحٌ وَلَسنَ مِنَ اللَواتي بِالضُحى
لِذُيولِهِنَّ عَلى الطَريقِ غُبارُ
وَإِذا خَرَجنَ يَعُدنَ أَهلَ مُصابَةٍ
كانَ الخُطا لِسِراعِها الأَشبارُ
هُنَّ الحَرائِرُ لَم يَرِثنَ لِمُعرِضٍ
مالاً وَلَيسَ أَبٌ لَهُنَّ يُجارُ
فَاِطرَح بِعَينِكَ هَل تَرى أَحداجِهِم
كَالدَومِ حينَ تُحَمَّلُ الأَخدارُ
يَغشى الإِكامَ بِهِنَّ كُلَّ مُخَيَّسٍ
قَد شاكَ مُختَلِفاتُهُ مَوّارُ
وَإِذا العُيونُ تَكارَهَت أَبصارُها
وَجَرى بِهِنَّ مَعَ السَرابِ قِفارُ
0 أبيات مختارة
عن الشاعر
الفرزدق
مجلس قراء هذه القصيدة
مساحة للتذوق الفني وتبادل الآراء حول الأبيات
