الديوان التميمي
لو أنَّ ملك الهَوى يا صاحبي بيدي
ما بتُّ أَشكو غرامي وانقضى جلدي
على قوامٍ ووجناتٍ وثغرِ حلا
كالغصنِ والوردِ في الجَنّات والبَرَدِ
وسيفِ لحظٍ إذا ما سُلَّ يغمد في
صدرِ الكميِّ فما يلقاه بالزَرَدِ
ونظرة أَورثتني بعد لذّتها
سُقماً تردّد بين الروحِ والجسدِ
ولا تألفت الأضدادُ في شجني
الماءُ في أَعيني والنارُ في كبدي
ولا عدمت الكَرى والوجد أبعدني
كأنني قائم للدهر بالرَّصَد
جعلت نار فؤادي للقرى ضرماً
والدمعَ نهلاً إذا يعشو وإن يَرِدِ
أَبيت ليلي نديمي لاعدمتُهما
البدرُ في ناظري والطَيفُ في خلدي
واللَه يشهد أني ما سلوتُهُمُ
ولا شكوتُ الهَوى منهم إِلى أَحدِ
لا عاش صبٌّ تسلّى عن هَوىً بهوىً
ولا صَفا عيشُه إن ملَّ من كَمَدِ
ويرحم اللَهُ من لاقاه مُنْيَتُهُ
فمات صبراً ولم يبدي ولم يُعِدِ
فإن يمنّوا بوصلٍ قام يشكرُهم
وإن يضنّوا ثَوى بالصبر والجلد
وليس ذَلِكَ عارٌ في كُناس ظِبَى
ما دمتَ ذا عزة في غابة الأَسَد
وما يضرُّك تلقى الهَولَ دونهمُ
ومدّةُ العُمرِ لم تَنقُص ولم تَزِدِ
كطالب الماء قد حَفَّ العدوُّ به
يموتُ لهفاً وخوفَ المَوتِ لم يَرِدِ
فكم على حبها خاطرتُ من خطرٍ
وقلتُ دونكَ يا سهمَ الردى كبدي
ونلتُ لا أكفرُ الأيامَ ما وهبت
فكم لها عندنا من نعمةٍ ويَدِ
لكنها أَتبعت إحسانَها بأَذىً
حين استردته في كرهٍ وفي مدد
وأَفردتنيَ لا قلبٌ ولا جَلَدٌ
وأَفردَتْها بلا أَهلٍ ولا ولد
فلا أُؤمّل يوماً أن تأوب ولا
أَرجو السلوَّ وحاشا لستُ بالجلد
ولا تُؤمّلُ أن يبدي الزَمان لقاً
ما لم يَرُدَّ المعيدُ الروحَ للجسد
عارضت فيها يزيداً نعم ما نظمت
ويرحم اللَه قلباً جلَّ عن حسد