الديوان التميمي
وَيح صَبري وَوَيلَ صَرف الزَمان
كَيفَ ما صيّر المنايا أَماني
ضَيعتني ما بين شَرق وَغَرب
حكمةٌ ما رَمى بِه القارظان
صَيرتني كَأنني في فَضاها
كَأسُ  ساق  بلدانها ندماني
وارتضت لي تجمُّعاً وَفراقاً
روّعتني بَين النَوى وَالتداني
كَم  قدودٍ  ميّلتُها  لوداعٍ
ما حَكاها تمايل الأَغصان
كَم  خدودٍ  قَبّلتُها يَوم بَينٍ
مثل وَرد الجِنان أَحمر قان
كَم  دُموعٍ رَأَيتُها وَهيَ تَجري
في نحور كمثل نثر الجمان
كَم  ثُغور لثمتُها وَالمَطايا
تستحثُّ المسير كالأقحوان
وَارتضيتُ النَوى وَقلت هيَ الأر
ض  مكاني وَأَهلها إخواني
وَاللبيب  اللبيب من دار في الدنـ
ـيا بما يُرتَضَى من الإنسان
يصحب  الناس بالمداراة حزماً
وَيحب الرضا بحكم الأَوان
وَتَراه  كَما يسرّ وَيهوى
دائراً  بَين  عزة  وَهَوان
إِنَّما عزَّ بعدُنا عن حَبيبٍ
حار في وَصف حُسنه النيران
كان  حبي له وَوَجدي عَلَيه
وَسُروري  بِهِ  خليع العِنان
وَعَزيز كَما عَلمت عَزيز
بُعدُ أَهل الوَفا عن الأَوطان