الديوان التميمي
صبرتُ عَلى ما نال قلبي من الأَسى
وَأَعلمُ أَن الصَبر في الضرّ مسعدي
فَما زلتُ أُخفي ما أُلاقيه من أَسىً
وَإِن فاض جفني كفكفت أَدمعي يَدي
أَقولُ لحزمي وَهوَ يُدبِرُ خاشعاً
تجلّد فقد يخفى الهَوى بالتجلُّد
وَكُنتُ أَرى أَن لا تواصل يُرتجَى
فيه مع طرفٌ فوق خدٍّ مخدَّد
إِلى أَن قضى اللَه المجمِّعُ ما يشا
بقربٍ على رغم الزَمان المبعِّد
وَأَحلى التَلاقي بعد يأسٍ مُسهَّبٍ
وَأَشهى لَذيذ الماء للهائم الصدى
وَكُنتُ أَرى أن للعتابِ مواضعاً
فلما تلاقينا محاهُ تودّدي
وَعادَت ليالينا تروق وَتزدهي
وَكانَت تعاديني عَلى يأس عوّدي
فَيا قلبُ ها فاهدأْ بهم بعدَ حيرةٍ
وَيا عينُ يَهنيك الكرى بعد مُسهدي
وَيا دَهر دم لي فالحَبيب مواصلي
وَيا وَصل دم منا بعيش مخلَّد